تسأل "سامية"، عندى التهاب مناعى بالكبد منذ عامين، وإنزيمات الكبد الآن طبيعية، بعد عامين من أخذ السوليبريد والأيميران، هل يجب الاستمرار على هذه الأدوية، وهل هذا العلاج مسكن أم علاج؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، قائلا:
يتميز الالتهاب المناعى للكبد بوجود التهاب مزمن بالكبد ناتج عن وجود أجسام مناعية مضادة للخلايا الكبدية، كما يتميز بارتفاع شديد بالإنزيمات الكبدية وزيادة "الجاما جلوبيولين"، وهو ببساطة نوع من البروتينات ومؤشر لزيادة إفراز الأجسام المناعية المضادة لأنسجة الجسم.
ويوضح الخياط أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية للمرض، النوع الأول يكون فيه مضادات للعضلات الملساء والنواة، ويصيب منتصف العمر، خاصة السيدات، ويتطور فى ثلث الحالات إلى تليف، ويستجيب بالكورتيزون، والنوع الثانى يتميز بوجود مضادات بالكلى والكبد، ويصيب أيضًا النساء أكثر من الرجال فى سن الطفولة والمراهقة، وهذا النوع أشد من النوع الأول، ويتدهور إلى تليف فى 80% من الحالات، ويستجيب للكورتيزون أيضا.
أما النوع الثالث فهو أقل شيوعًا، ويتميز بوجود مضادات انتجين الكبد والبنكرياس المذابة، وبعض العلماء يعتبرون أن النوع الثالث ينتمى إلى النوع الأول من الالتهاب المناعى، والالتهاب المناعى للكبد غير معروف الأسباب، يصيب النساء أكثر من الرجال، وأعراضه تتمثل فى ضعف ووهن شديد وعدم القدرة على بذل المجهود العادى مع حدوث صفراء وألم فى الجانب الأيمن العلوى من البطن.
بالإضافة إلى الإحساس بالغثيان والانتفاخ وفقدان الشهية، ومن الممكن أن يكن مصاحبًا لأمراض مناعية أخرى، مثل الأمراض المناعية التى تصيب الغدة الدرقية أو الكلى أو المفاصل أو القولون أو الجلد أو العين، إلى جانب الأمراض المناعية التى تصيب كرات الدم الحمراء، ويحدث تكسير فيها وفقر دم، مع احتمالية حدوث تكسير مناعى فى الصفائح الدموية.
ويبين الخياط أنه يتم تشخيص المرض عن طريق الاختبارات المعملية التى تشير إلى ارتفاع شديد فى إنزيمات الكبد يتجاوز 10 أضعاف الحد الطبيعى وارتفاع فى نسبة صفراء الدم، وزيادة فى الجاما جلوبيولين.
خاصة فى الـ"أى جى جى"، ويضاف إلى ذلك وجود أجسام مناعية ضد العضلات الملساء والنواة أو بروتينات الكبد والكلى أو انتجين الكبد والبنكرياس المذاب، وفى نفس الوقت قد يكون دلالات الفيروسات الكبدية سلبية ولا يوجد مرض وراثى أو اختلال، بالإضافة إلى عدم وجود تاريخ مرضى لتناول أدوية ترفع من أنزيمات الكبد أو شرب الكحوليات بصفة مستديمة.
وتشير العينة الكبدية، إذا تم أخذها، إلى وجود التهاب بين الخلايا الكبدية وغزو لخلايا البلازما والخلايا المناعية، ويتم علاج هذا النوع من الالتهاب المناعى بالكورتيزون بجرعات تتراوح من 30: 60 ملجم يوميًا، فى وجود دواء الأميران أو بدونه.
ويتم سحب الكورتيزون بالتدريج بعد الاستجابة المعملية بعودة الإنزيمات إلى طبيعتها، ووصول نسبة الصفراء إلى المعدل الطبيعى، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ فى الجاما جلوبيولين، وهذا العلاج بالكورتيزون هو علاج وليس مسكنا، وهذا الدواء التى ذكرته المريضة "السليبريد" نوع من أنواع الكورتيزون، ويتم الاستجابة لهذا النوع من العلاج فى 65% من المرضى.
ويحدث عدم استجابة فى 10% واستجابة غير كاملة للعلاج فى 10%، وإذا تم التوقف عن إعطاء الكورتيزون يحدث انتكاسة من 50: 80% من الحالات، لذا ينصح باستكمال العلاج بأقل جرعة ممكنة من الكورتيزون من 10: 20 ملجم لمدة من عامين إلى ثلاثة أعوام، مع التوصية بالاستمرار لمدد أطول إذا حدثت انتكاسة وإذا تم سحب العلاج بعد عامين.
ويقول الدكتور الخياط، للأسف يحدث تليف بالكبد فى ثلث الحالات، رغم إعطاء الكورتيزون، وإذا تدهورت الحالة إلى تليف غير متكافئ، بمعنى وجود استسقاء ودوالى مرىء يكون العلاج الأمثل هو زراعة الكبد، والتى تتيح فرصة للشفاء بنسب تصل إلى أكثر من 85% لمدة أكثر من 5 سنوات بعد الزراعة.
وفى بعض الأحيان تحدث أعراض جانبية من الكورتيزون بنسب تصل إلى 13% تجبر الطبيب على إيقافه، مثل حدوث ارتفاع فى الضغط وعدم القدرة على ضبطه جيدا باستمرار الكورتيزون وحدوث سكر غير منضبط أو حدوث هشاشة عظام، لذا ينصح بأخذ كالسيوم وفيتامين "د" وأخذ الكورتيزون لمدد طويلة، مع التوصية لقياس الضغط بصفة دورية وقياس السكر صائم وفاطر للاكتشاف المبكر للسكر الناتج عن إعطاء الكورتيزون.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع